كلمة كازاخ في اللغة التركية القديمة ,تعني حر و مستقل
و يعبر ذلك عن طبيعة شعب كان يتطلع طوال تاريخ
وجوده إلى كيان حر و مستقل.
و تلاحقت قرون المعاناة على الشعب الكازاخي, ففي القرنين
السابع عشر و الثامن عشر تعرصت البلاد لهجمات شرسة
و مستمرة من قبائل "جونغار " في غرب الصين بتحريض
من الحكام الصينيين , إلا أنه بفضل المقاومة البطولية
التي استمرت حوالي قرنين ضد القوى البربرية المتفوقة
و بفضل قيادة و حكمة أبطال الكازاخ, تمكن الشعب الكازاخي
من تجنب الإبادة الجسدية الكاملة التي استهدفت الأمة
تجرع شعب الكازاخ عن بكرة أبيه كأس
الشمولية المرة .
و في ثلاثينيات القرن العشرين , و عقب تطبيق سياسة
التعاونيات الزراعية, مات ما يفوق ثلاثة ملايين كازاخي
نتيجة للمجاعة .
أي خمسين في المائة من تعداد السكان ,و هاجر مئات الآلاف
إلى الصين و دول أخرى , و تعرض خيرة ممثلي الشعب
للإضطهاد و الإعدام .
و لم تكتف الشيوعية بذلك , بل إنها حولت كازاخستان
إلى محطة و ميدان للتجارب النووية التي كانت تقوم بها
الدولة السوفياتية , و كان لهذه التجارب أثر سيء
على هذا الشعب المسلم .
في عام 1989 تأسست حركة شعبية
مناهضة , استطاعت في أيامها الأولى جمع أكثر من
مليون توقيع على قرار إنهاء وجود المعامل النووية
السوفياتية , على الأراضي الكازاخية .
و سميت هذه الحركة NEVADA-SEMIPALATASINK
و كانت فكرة تأسيسها تعود للشاعر الكازاخي
أولجاس سليمانوف صاحب هذه الأبيات :
خذوني إلى أبعد سفر
أظهروا لي رحابة الكون
ليس هناك حمقى في الأرض
لكنهم أذكياء فقط
وأحسن التوازن في الطريق
فإذا تذكرت أحدهم
أو اكتويت بفراق أحدهم
اضرب على يديك بقوة
اضرب على تاريخك بقوة
أو بموسى قطع الثدي القاتل
و اسقط على الأرض
و لا تنسى أن تموت.
تمكن أولجاس سليمانوف من تحريك
دواليب NEVADA-SEMIPALATASINK في كل
من اليابان, و كندا, و أمريكا, و أستراليا, و عدة دول
أخرى , حتى اعتبرت اليونسكو أن هذه الحركة
منقدة للإنسانية .
يقول سليمانوف :
منظر جميل تحت القمر
لكن هو بالشمس أرضى
يثبث عدوه بعينيه
و يضحك و يقسمه نصفين
و يجمعه في قمامة
في كل سطح الشاي جاهز
الخبز الطري و الفراش
و الوصال غير مأمول
فالرجل أعمى و أطرش
ضموا إلي أيديكم
فنحن سعداء
بوجوه مشوهة
هذا أمر محبط ولكن...
في بداية استقلال كازاخستان عن الإتحاد السوفياتي
استفردت هذه البلاد ,بنموذج نادر من الوفاق الوطني
في الجمهورية ,
ودونه كان مستحيلا تحقيق أي نجاح
في بلد معقد للغاية من الناحية الديموغرافية و العرقية
حيث كان عدد الشعب الكازاخي الأصلي لا يتجاوز
عدد الشعوب الأخرى في الجمهورية.
و لكن الجمهورية, نجت و صمدت بفضل لحمة الشعب
و ذاكرته المشتركة , و تعيش كازاخستان بنظام الحزب
الواحد الذي يقوده نور سلطان نزارباييف الموالي للغرب
إذ اشترط نسبة سبعة في المائة لدخول الأحزاب إلى
البرلمان في انتخابات 2007