vendredi 15 août 2014

..الرؤية المستقبلية..عند فرانكل




فيكتور فرانكل, كان معتقلا في أحد معسكرات

النازية,أثناء الحرب العالمية الثانية ,و اكتشف في

مرحلة اعتقاله,أن بداخله طاقة ترفعه فوق ظروف

القهر و السجن,و كان إضافة إلى كونه معتقلا,

يقوم بمراقبة ما يدور داخل المعسكر .

و أخذ هذا العالم يسأل نفسه ,سؤالا مهما:

ما الذي جعل بعض الناس يصمدون أثناء هذه

التجربة المريرة و ينجون بينما سحقت الأغلبية ؟


و بحثا عن الإجابة بدأ فرانكل, يدرس المعتقلين

المتواجدين معه, في ضوء عدة عوامل شخصية

منها:


*الصحة الحيوية.

*هيكل الأسرة.

*الذكاء.

*أساليب البقاء.

و قد خلص فرانكل إلى أن ,كل هذه الأسباب لم

تكن هي السبب الرئيسي ,بل كان السبب الرئيسي

الذي اكتشفه, داخل الناجين من هذه المأساة ,هو

وجود الإحساس بالرؤية المستقبلية .

إذ سيطر على كل من نجح في البقاء يقينا,بأن له

مهمة في الحياة ,يجب استكمالها, و أن لهم مهام
حيوية مازالوا في حاجة إلى الإنتهاء منها


ظل فيكتور فرانكل ,يؤكد بأن التجربة الصعبة ,أو

الوقوع في الخطأ,و إن كان جسيما,لا يؤدي بالضرورة

إلى تغيير المسار ,و العثرة لا تصلح المشي ,بل قد

تدفع بالمزيد من العثرات .

و أن معظم الناس ,يبقون على ما هم عليه ,فيما

يتعلق بشخصيتهم ,و الجبناء الأنانيون,لا يتحولون

إلى شجعان كرماء.

فعند فرانكل,الإنسان الذي يستطيع أن يجيب على

التساؤل:


*لماذا أعيش؟

*من أجل ماذا أحيا؟

يستطيع أن يتوافق مع ذاته,و مع البيئة التي يعيش

فيها,يقول فرانكل:

=إن الشيء الذي لا يقتلني يزيدني قوة=

و يدخل هذا في إطار ,أسلوب العلاج الوجودي

في علم النفس ,و الذي قدم فيه الدكتور

فيكتور فرانكل, أعمالا كثيرة .



تزعم فيكتور فرانكل ,مدرسة العلاج بالمعنى

مصرا على دور الدين ,في تخليص الفرد من قلقه

و اظطراباته ,حيث يقول :

=و يمكن أن نقول أن اهتمام الإنسان بالحياة ,

وقلقه بشأن جدارتها,و حتى يأسه منها,لا يخرج

أحيانا عن كونه ضيقا معنويا روحيا ,و ليس بالضرورة

أن يكون مرضا نفسيا بحال من الأحوال.=

و هنا يكون تفسير هذا الضيق المعنوي ,أو الروحي,

على أنه مرض نفسي,هو ما يدفع الطبيب إلى أن

يدفن اليأس الوجودي ,عند مريضه,تحت كومة من

العقاقير المهدئة,ولكن مهمته هي بالأحرى ,أن

يقود المريض من خلال أزماته الوجودية ,إلى النمو

و الإرتقاء, في حين أن هذا الضيق ,لا, و لم, ولن,

يقترب من شخص واقف على أرض صلبة من

الإعتقاد الديني.​


يقول فيكتور فرانكل:

= إذا دخلنا غرفة مظلمة ,و خرجنا إلى النور,

فلا يهمنا إذا ظلت الغرفة مظلمة طول اليوم,

أو أسبوع أو عشرة آلاف سنة.

ما دمنا قد أصبحنا في النور.

و لا يهم كم لبثنا في المعاناة من عجزنا .

ما دمنا قد أصبحنا في حالة حب, و سعادة.

فدخولنا حالة الحب و السعادة ,هو بمثابة نور


ألغى الظلمة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire